وضاع الحلم يا ولدي

نال منتخبنا الوطني لشباب الكرة درساً قاسياً بعد الخروج من بطولة كأس العالم للشباب إثر خسارته العادلة أمام كوستاريكا بهدفين دون مقابل في اطار مباريات دور ال..16 دفع منتخبنا ضريبة الخلاف داخل الجهاز الفني بعد انفراد سكوب بكل الأمور وبعد أن ألغي وهمش أدوار مساعديه الأكثر خبرة بحالة لاعبي المنتخب.. فظهرت أخطاء سكوب الفادحة والتي كلفتنا ضياع حلم رائع وتحول لكابوس مزعج لكل مصري كانت أمنياته أبعد من أي طموح فالفارق كان واضحاً بين منتخب لعب كرة محترمة وحير فكر منافسه الذي ظل عاجزاً تماماً لوضع خطة قادرة علي إيقاف خطورة لاعبيه.. وظل سكوب صامتاً ساكناً وكأنه يعاند كل من في الملعب وحتي تبديلاته غير مقنعة فإخراج أحمد شكري أبرز لاعبي اللقاء كان مفاجأة وكان المتابعون يتصورون أن تبديل حسام حسن سيكون الأفضل بعدما تخصص اللاعب في ألعاب "رميات التماس" فقط.. كوستاريكا تأهلت لدور الثمانية بهدفي مينا وبوراس وتنتظر الفائز من الإمارات وفنزويلا في دور الثمانية السبت المقبل بينما ودعت مصر البطولة بالزجاجات الفارغة والشتائم!!
.. حاول الحكم النمساوي توماس مجاملة لاعبي مصر بعدم احتساب ضربة جزاء صحيحة لكوستاريكا المحترم.
الشوط الأول
أضاع منتخبنا 25 دقيقة من عمر هذا الشوط بعدما فقدوا التركيز الذي كلفهم هدفاً مفاجئاً لمنتخب كوستاريكا سجله خوسيه مينا في الدقيقة 21 مستغلاً الغفلة الدفاعية لإسلام رمضان الذي تباطأ في تشتيت كرة عرضية وجدت رأس مينا داخل شباك علي لطفي.. والحق يقال إن سكوب فاجأ الجميع بتشكيلة جديدة وغريبة بعدما ركن عفروتو صاحب الحلول الفردية وبوجي نجم لقاء إيطاليا وأحمد مجدي ومعاذ الحناوي وأيضاً سعد الدين سمير بينما أشرك حسام حسن وحسام عرفات ولم يدخل لاعبونا اللقاء إلا بعد 25 دقيقة وباستثناء كرة رأسيه لمحمد طلعت أنقذها الحارس العملاق الفاردو براون بأعجوبة.
نجح المدير الفني جونزاليس في خطف المواجهة مبكراً باعتماده علي لاعبيه دييجو ايسترادا والمتحرك خوسيه وبرايان الذين أرهقوا مدافعي مصر خاصة من الناحية اليسري مما حدوا من خطورة تحركات المدافع الأيمن علي العربي.. واعتمدت طريقة المنتخب المنافس علي اللعب المباشر الصريح بتواجد 4 مدافعين من بينهم قلب الدفاع لويس سميث نقطة الضعف ومع ذلك لم ينجح مهاجمو مصر في التعامل معه لأن الاعتماد علي مهاجم واحد وهو محمد طلعت سهل كثيراً من مهمتهم.. وكان الأبرز من لاعبينا أحمد شكري الذي سجل ازعاجاً للاعبي كوستاريكا وسدد كرة قوية للغاية بعد فاصل من المراوغة لكن كرته علت العارضة.. والغريب أن سكوب المدير الفني لمنتخبنا لم يعدل من طريقة الأداء المصرية وتوجيه لاعبيه لزيادة الهجوم في ظل تراجع منافسه للخلف وهو أمر يثير الدهشة لأننا ليس لدينا حل إلا التعويض وتسجيل الأهداف ومع التأكيد علي أن مشاركة حسام حسن وحسام عرفات لم تكن في صالح منتخبنا فالأول لم يلمس الكرة والثاني وضحت عليه العصبية وكان مهددا بالطرد بعد حصوله علي الإنذار لضرب لاعب كوستاريكا.
الأداء المصري لم يكن مقنعاً وبالتأكيد علي أن فرصتنا التي لاحت لنا كانت من الأداء الفردي وليس الجماعي ولم نلعب كرة أو تمريرة سليمة طيلة الدقائق ال 25 الأولي وقبل أن تعود الجرأة والشجاعة للاعبينا مع المؤازرة الجماهيرية للاندفاع نحو مرمي كوستاريكا واندفاع صلاح سليمان وأحمد حجازي للمعاونة الجادة وكاد كل منهما أن يسجل هدفاً لكن سوء الحظ لم يحالفنا للرعونة وإنعدام الثقة وهذا لم يمنع لاعبي كوستاريكا من تهديد مرمانا ولولا تألق علي لطفي الذي أنقذ هدفاً من رأسية أورنيا يوراس ليطلق الحكم النمساوي توماس صافرة نهاية الشوط.
الشوط الثاني
لعب سكوب في الشوط الثاني بنفس تشكيلة الشوط الأول وربما تكون لديه قناعة بأن القراءة المتقدمة ستعطيه الفرصة لمعرفة تفكير زميله ومنافسه جونزاليس واختيار التكتيك المناسب خاصة أن اللعب برأس حربة وحيد لن يكون في صالح منتخبنا أمام الكثرة العددية لمدافعي كوستاريكا.
سيطرت الفردية من جديد علي لاعبينا دون اللعب الجماعي وكاديجو خوسيه لاعب كوستاريكا يتمكن من تعزيز فوز منتخب بلاده لولا أن كرته مرت بجوار القائم المصري.. تحرك سكوب أخيرا باجراء تبديلين لاعادة الانضباط داخل صفوف المنتخب المصري لعل وعسي بنزول بوجي وعفروتو بدلا من أحمد شكري وحسام عرفات وهو تبديل هجومي.. شكلت هجمات كوستاريكا المرتدة خطورة خاصة وان مادريجال الذي استغل ثغرة علي العربي في المرور واللعب بحرية وتشكيل هجمات خطيرة علي مرمانا.
أداء المنتخب المصري كان أفضل عما كان عليه في الشوط الأول خاصة في الناحية الدفاعية.. زاد منتخبنا من ضغطه بعد السيطرة علي وسط الملعب لكن الأمتار الأخيرة كانت اللغز الذي لم نفك طلاسمه!!
أجري جونزاليس تبديلا ذكيا بعد أن لاحظ تقدم لاعبينا باشراك المهاجم سيلازار كاسترو بدلا من مارتينز الذي استنفد لياقته.
حالة غريبة للاعبي منتخبنا وكأنهم نسوا فنون الكرة أو حتي أقل دروسها والاحساس بالمسئولية فالاصرار غير موجود ولا الشعور بأهمية الفوز والتأهل ورغم الهجمات القليلة لكوستاريكا إلا أنها كانت جديرة باحتضان شباك علي لطفي لولا ستر الله ويكفي رأسية كاسترو سيلازار التي خلعت قلوب من تابعوا اللقاء.
تحكم لاعبو كوستاريكا في شكل اللقاء سواء دفاعيا أو هجوميا مع استسلام لاعبي مصر للأنظمة الكوستاريكية المنظمة خاصة من ناحية الأجناب المتحركة!!
أشرك سكوب مصطفي جلال بدلا من هشام محمد لتنشيط خط الوسط وفي ظل الحالة العجيبة للاعبينا رغم الدفعة الجماهيرية القوية وأضاع مصطفي جلال فرصة التعديل برأسية مرت بغرابة خارج المرمي.
تحول الأداء لصالح منتخبنا ومعها شعر جونزاليس بالخطورة فدعم دفاعه باللاعب فاريللا لتدعيم خطوطه حيث تعددت الركنيات لصالح منتخبنا دون استغلال الفرص الحقيقية التي لاحت لنا وتألق الفارادو في انقاذ كرة صعبة من تسديدة عفروتو.
لجأ لاعبو كوستاريكا للتمرير المتنوع حتي تمكن ماركوس أورنيا من تسجيل هدف ثان من تسديدة قوية علي يمين الحارس علي لطفي وكان بمثابة رصاصة الرحمة في جسد منتخبنا الذي استسلم تماما للأمر الواقع والهزيمة المريرة التي حولت الحلم لكابوس مزعج لم يتوقعه أحد لكنه سيكشف الكثير من المشاكل داخل الجهاز الفني لمنتخبنا الذي فشل في السيطرة علي نفسه قبل لاعبيه وهذه التبديلات العجيبة لسكوب واصراره علي الانفراد برأيه في وضع هذه التشكيلات المضحكة.

طب ليه كده طيب
تفائل خيرا ياولدى
ياساتر ياساتر
ايه ده الواد الفظيع ده